الاستجابة لاحتياجات المهاجرين خلال إقاماتهم الطويلة الأمد في بلد المقصد

تغطي هذه المرحلة، في إطار هذا التقرير، المهاجرين الذين يعيشون في بلد ما بنيّة المكوث فيه بصفة نهائية، أو لفترة معينة قبل الهجرة ربما إلى مكان آخر، أو البقاء فيه إلى حين العودة إلى ديارهم.

الرسائل الرئيسية لهذا الجزء

احتياجات المهاجرين

  • عندما يصل مهاجر ما إلى البلد الذي ينوي المكوث فيها لمدة أطول (بصفة نهائية أو إلى أن ينتقل إلى بلد آخر / أو إلى أن يعود إلى دياره)، يظهر عدد من الاحتياجات. وفي الوقت الذي يسعى فيه المهاجرون إلى إعالة أنفسهم، فقد يصعب عليهم تحقيق ذلك بسبب مجموعة من العوامل، مثل الوضع القانوني لإقامتهم ومدى تمتعهم بالحقوق، إلى غير ذلك. ومن ثم فإن أهم حاجة هي التوصل إلى حلول تمكنهم من تحقيق الاكتفاء الذاتي.

المبادرات الفعالة

  • حُدد عدد كبير من المبادرات الفعالة في معظم المجالات.
  • لهذه المبادرات الفعالة عدد من الخصائص المشتركة، فهي توفر حلولا طويلة الأمد، وهي ثابتة ودائمة، وتميل إلى إشراك المهاجرين في إيجاد الحلول، وهي هادفة، وتعمل بالشراكة مع أهم الجهات الفاعلة داخل البلد.
  • عند تلبية احتياجات المهاجرين، واجهت الجهات الفاعلة بضعة صعوبات مشتركة. وشملت هذه الصعوبات ما يلي: يمكن للخدمات أن تكون عوامل استقطاب داخل بلد ما، ويمكن لحاجز اللغة أن يعرقل تقديم الخدمات، وقد ترى المجتمعات المضيفة والضعيفة الحال أنها تتلقى دعما أقل مما يتلقاه المهاجرون، ومن الصعب العثور على الموظفين والمتطوعين واستبقاؤهم. وتفيد بعض الدروس المستخلصة بضرورة رسم خطط واضحة يسهل تعزيزها بسرعة، وإشراك المجتمع المستضيف في الخدمات، والترويج على نطاق واسع من أجل المتطوعين.

يحتاج المهاجرون إلى الأمن النظامي والدخل والرعاية الصحية ورأس المال الاجتماعي لكي يصمدوا

عندما يصل مهاجر ما إلى البلد الذي ينوي المكوث فيها لفترة أطول (بصفة نهائية أو إلى أن ينتقل إلى بلد آخر / أو إلى أن يعود إلى دياره)، يكون له عدد من الاحتياجات. وفي الوقت الذي سيسعى فيه المهاجرون إلى إعالة أنفسهم، فقد يصعب عليهم تحقيق ذلك بسبب مجموعة من العوامل، مثل الوضع القانوني لإقامتهم ومدى تمتعهم بالحقوق، إلى غير ذلك. ومن ثم فإن أهم حاجة هي التوصل إلى حلول تمكنهم من تحقيق الاكتفاء الذاتي.

الحوكمة/القواعد التنظيمية: ينبغي أن يتمكن المهاجر، خلال مدة إقامته، من المكوث في البلد للمدة اللازمة أو المتفق عليها. وعلى غرار ذلك، ينبغي أن يتمكن المهاجر من مغادرة البلد بأمان عندما يرغب في ذلك. وخلال فترة إقامته، يحتاج أيضا إلى الحصول على السكن والغذاء والرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل.1

رأس المال المالي: من المهم بوجه خاص في الإقامات الطويلة الأمد، الحصول على فرص آمنة للعمل وكسب الدخل. ومن شأن الحصول على فرص عمل آمنة أن تتيح للمهاجر أن يحقق الاكتفاء الذاتي وأن يستعيد كرامته التي قد يشعر أنه فقدها خلال رحلة الهجرة. وقد أعرب أحد المهاجرين في مقابلة أجريت معه عن هذه الحاجة بوضوح قائلا: “عندي شهادات عليا، وكان عندي عمل. أنا لست بحاجة إلى الصدقات، غيري قد يحتاج إلى المساعدة أكثر مني. ما أحتاجه هو عمل كي أستطيع إعالة نفسي وأطفالي”. وقد يكون حاجز اللغة أو انعدام الشهادات المناسبة أو انعدام تصاريح العمل مشكلة في العثور على عمل مناسب. ومع ذلك، حتى في حال حصول المهاجر على عمل، فقد يواجه معاملة مجحفة مثل التمييز العام في التوظيف وتدني الأجور والعمل لساعات أطول والتعرض لعقوبات جسدية، وغير ذلك.

رأس المال المادي: يستقر المهاجر في بلد جديد، فيحاول في أغلب الأحيان أن يوفر بنفسه السكن والغذاء. وحتى عندما يكون المهاجر قادرا على تغطية احتياجاته المادية الخاصة، فقد يحتاج مع ذلك إلى المساعدة القانونية أو إلى الترجمة للحصول على الحقوق كاملة (مثل تجنب تجاوزات بعض الملاك في مبالغ الإيجار أو شرح الحالة الصحية للطبيب). وتجدر الإشارة إلى أنه حتى عندما يحصل المهاجر على عمل أو على دخل مالي، فإن الأجور التي يتقاضاها تكون أدنى في الغالب. ومن ثم يمكن أن يكون كل من السكن والغذاء والحصول على الرعاية الطبية أمورا غير مستقرة. فالمهاجرون العاملون في المنازل مثلا قد يعيشون في منزل صاحب العمل حيث تكون خصوصيتهم محدودة. ويمكن أن يضطر مهاجرون آخرون إلى استئجار غرفة مشتركة مع عائلة كبيرة (إذا كان الاعتماد على مُعيل واحد فقط).

وفي الحالات التي لا يستطيع فيها المهاجر (أو أفراد عائلته) العثور على عمل أو يكون أجره غير كاف، فسيضطر إلى الاعتماد على المساعدة للسكن والغذاء وغير ذلك. وفي الوقت الذي يجد فيه العديد من المهاجرين حلولا للسكن، فقد يكون الحصول على الرعاية الصحية (البدنية والعقلية) أكثر تعقيدا، ولا سيما إذا كان وضعهم غير نظامي يعوق حصولهم على الخدمات العامة المجانية أو إذا كانوا يحتاجون إلى دفع مبلغ مقابل الحصول على الخدمات. وبتغطية الاحتياجات البدنية، تزداد أهمية الحاجة إلى الدعم النفسي-الاجتماعي، ويصبح المهاجر مستعدا للشروع في تجاوز الصدمات التي هرب منها أو التي عاشها خلال رحلة الهجرة. وربما يصبح عنده أيضا وقت ليبني علاقة ثقة أقوى مع القائم على دعمه النفسي-الاجتماعي، مما سيساعد عملية الدعم النفسي-الاجتماعي. رأس

المال البشري: يحتاج الأطفال والشباب وبعض الكبار إلى التعليم الأساسي والثانوي والعالي وإلى التدريب المهني. وقد يكون ذلك صعب المنال إذا كان المهاجرون في وضع غير نظامي أو إذا كانوا مضطرين إلى دفع المال للحصول على التعليم. وقد تكون اللغة أيضا حاجزا فعليا من شأنه أن يؤخر تعليم الأطفال. وبصفة عامة، يلزم أن يحصل المهاجر أيضا على معلومات حديثة عن حقوقه وعن التغيرات التي تطرأ على الإجراءات التنظيمية، وعلى المعلومات العملية عن كيفية الحصول على هذه الحقوق. وقد تكون اللغة مرة أخرى حاجزا أمام الحصول على المعلومات المناسبة والمحدّثة من خلال الوسائل المعتادة المتاحة للمواطنين (المصادر الإخبارية والإذاعة وغيرها).1

رأس المال الاجتماعي: في هذه المرحلة، يمكن للمهاجر أن يسعى تماما إلى إعادة الروابط التي انقطعت مع عائلته وجمع الشمل مع أفراد عائلته.

ويحتاج المهاجر أيضا إلى الشعور بأنه جزء من المجتمع الجديد. ولكن عامل اللغة وتعدد التقاليد الثقافية قد يشكل حواجز أمام اندماجه اندماجا كاملا. وعند اندماج المهاجر في المجتمع الجديد، يحتاج أيضا إلى الحفاظ على حس الانتماء بلده الأصلي، ولا سيما إذا كان ينوي العودة إليه. إذ يلزم أن يتعلم أطفاله مثلا لغة الوطن وتقاليده الثقافية وغير ذلك، إذا كانوا سيعودون ذات يوم إلى وطنهم. ويمكن أيضا أن يكون من المهم للعديد من المهاجرين أن يحصلوا على الخدمات الدينية. وتعد شبكات وجمعيات المهاجرين فضاءات اجتماعية مهمة أيضا. فالمهاجر يستطيع من خلال جمعيات المهاجرين أن يشعر بقيمته مرة أخرى ويمكنه استخدام الإمكانيات التي تتيحها هذه الجمعيات من أجل دعم المهاجرين أمثاله.

رأس المال الطبيعي: الحاجة إلى رأس المال الطبيعي مهم بدرجة أكبر أيضا، نظرا لنية الإقامة الطويلة الأمد في البلد. ويمكن أن يحتاج المهاجرون إلى أرض ومياه عالية الجودة لزرع المحاصيل وإلى الاعتماد على الغابات والاعتماد على البحيرات للصيد والماء وما إلى ذلك (تجدر الإشارة، مع ذلك، إلى أنه لأغراض هذا التقرير، لم يُعثر على أي مبادرات تعالج رأس المال الطبيعي في المجتمعات المستضيفة، مع مراعاة المهاجرين).

 

1 الحصول على التعليم وفرص العمل قد يشمل الاعتراف قانونا بالدراسات والمهارات المكتسبة سابقا.

 يعرض الجدول التالي موجزا للاحتياجات العامة التي يلزم أن يحصل المهاجرون على دعم خارجي لتلبيتها. وبينما تحتاج جميع المجالات إلى دعم على الأرجح، يشير اللون الغامق إلى وجود حاجة أكبر عموما إلى الدعم الخارجي.

أمثلة عن الاحتياجات على صعيد الحوكمة/القواعد التنظيمية

المهاجرون السوريون، تركيا

في بعض الحالات، يحصل بعض المهاجرين بطريقة مباشرة على العديد من الخدمات الأساسية. في تركيا، يتمتع جميع المهاجرين السوريين بالحق في التعليم والرعاية الصحية مجانا.

المهاجرون المنغوليون، السويد

عندما يكون المهاجرون في وضع غير نظامي، فهم يخافون في الغالب من أن يُحتجزوا. أوضح المهاجرون المنغوليون غير القانونيين أنهم يعيشون باستمرار في خوف وصدمة بسبب الخطر المحدق بهم المتمثل في الترحيل. ويكون الخوف من الترحيل أثقل حِملا على بعضهم. أحد الذين جرت مقابلتهم مثلا قال: “لست سعيدا لأنني بلا وثائق قانونية”، فيما قالت سيدة أخرى في المقابلة إنها “سعيدة 100%” رغم أنها لا تملك وثائق قانونية.

المهاجرون لأسباب اقتصادية، قطر

في بعض الحالات، حتى عندما يتوفر إطار قانوني لحماية المهاجرين فهم لا يلقون الاحترام من أرباب العمل. أوضح أحدهم في المقابلة أن الإطار القانوني في قطر يحظر على أرباب العمل سحب جوازات سفر المهاجرين. لكن يبدو أن هذه الممارسة شائعة. وقد حظر المرسوم الوزاري 16/2007 العمل في الخارج بين الساعة 11:30 والساعة 15:00 في فصل الصيف. ونص أيضا على أنه لا يجوز أن يعمل أي عامل أكثر من 5 ساعات في الصباح. وهذه الأمور هي ممارسة شائعة للأسف. ويمكن أن يفضي الاعتماد على رب العمل إلى اقترافه انتهاكات، مثل أن يحد من تواصل المهاجر الاجتماعي مع العالم الخارجي، والاعتداء الجنسي أو الجسدي على المهاجر وغير ذلك.

المهاجرون الإثيوبيون والإرتريون، كينيا

عندما يكون المهاجرون في وضع غير نظامي، فهم يخافون في الغالب من أن يُحتجزوا. أوضح المهاجرون الإثيوبيون والإرتريون أنه نظرا لوضعهم غير ال قانوني، فمعظم المهاجرين يغيرون مكان إقامتهم من أسبوع إلى أسبوع ليتجنبوا القبض عليهم.

أمثلة عن الاحتياجات على صعيد الحوكمة/القواعد التنظيمية ورأس المال البشري ورأس المال المالي

المهاجرون القاصرون، امريكا الوسطى

قد يصبح المهاجرون بسبب وضعهم غير النظامي أكثر اعتمادا على إرادة أرباب عملهم وأكثر عرضة للانتهاكات. أبرزت دراسة أجرتها كل من اليونيسيف ومنظمة العمل الدولية والمنظمة الدولية للهجرة أن المهاجرين القاصرين يعملون في حالات كثيرة بدون عقود، تحت غطاء عمل الكبار، مما يؤدي إلى عدم تحمل رب العمل أي مسؤولية. وفي حالات أخرى، لا يكون لديهم عقود إطلاقا، حتى إذا عملوا مباشرة مع رب العمل وكانوا رهن إشارته.

مهاجر كونغولي، كينيا

قد يضطر المهاجرون بسبب وضعهم غير النظامي إلى قبول وظائف بأجور أدنى فيعانون من الاستغلال. قال شاب (ذو 19 سنة) إنه وصل مع والدته وأشقائه عام 2012 وليس معهم شيء. وقد أخذتهم سيدة من المحسنين كانت من نفس قبيلتهم في الكونغو إلى منزلها حيث وفرت لهم مكانا للنوم والقليل من المال. واختفت والدته في نهاية المطاف بعد أن سمعها ذات مرة تقول إنها ” قد سئمت الحياة”. ومع رحيل والدته، كان عليه أن يبدأ العمل لمساعدة تلك السيدة المحسنة التي تعتني به وبأشقائه الثلاثة. فوجد عملا في غسل السيارات وحمل البضائع بأجر 50 شلن كيني (50 سنتيم دولار أمريكي) في اليوم.

مهاجرون سوريون، تركيا

نقص المهارات اللغوية أو في الشهادات يمكن أن يخلق عقبات أمام المهاجرين للعثور على فرص عمل. وأوضح العديد من المهاجرين السوريين في تركيا أن معظمهم يسعون جاهدين للعثور على عمل ثابت، وأنهم يعتمدون على وظائف مؤقتة وعلى مدخراتهم أو على قروض من الأصدقاء. علاوة على ذلك، قال العديد ممن جرت مقابلتهم أنه تُعرض عليهم في أغلب الأحيان أجور أدنى بكثير مما يُعرض على السكان المحليين وأنه يُنتظر منهم أن يعملوا لساعات أطول. وفيما يلي بعض القصص المحددة:

  • سيدة سورية كانت مدرسة في وطنها الأم. وهي تطمح للعثور على عمل وقد قدمت عدة طلبات، لكنها لم تحصل على عمل. فهي لا تتحدث اللغة التركية وتنقصها الشهادة الوطنية اللازمة للعمل في المدارس الوطنية. وهي تتعلم الآن اللغة التركية كي تستطيع اجتياز الاختبار الوطني على أمل أن تعثر على عمل في المستقبل.
  • رجل سوري في الخمسين من عمره تحدث عن شعوره بالإحباط لأنه حاول العثور على عمل لإعالة أسرته. لكنه لم يستطع العثور على أي شيء لأنه كبير في السن. وقد وجد ابنه ذو 15 سنة عملا وصار هو المعيل الوحيد للأسرة. وتمنى لو كان الوضع مختلفا ولو أن ابنه استطاع إكمال دراسته بدل أن يضطر إلى العمل من أجل إعالة الأسرة.

رجل سوري يقيم في تركيا مع أسرته منذ أكثر من عام ولم يجد عملا بعد. في البداية، كان يعوّل على بعض المدخرات القليلة التي جلبها معه، إلا أنه الآن يعوّل على المعونات الحكومية أو الجيران الأتراك أو على الاقتراض من العائلة والأصدقاء. وهو لا يعرف لماذا لا يعرض عليه أي عمل.

أمثلة عن الاحتياجات على صعيد الحوكمة/القواعد التنظيمية ورأس المال المالي ورأس المال المادي

المهاجرون المنغوليون، السويد

قد يضطر المهاجرون بسبب وضعهم غير النظامي إلى قبول عمل بأجر أدنى فيعانون من الاستغلال. أوضح المهاجرون المنغوليون في السويد أن أرباب عملهم يستغلون في الغالب وضع المهاجرين غير النظامي ليعرضوا عليهم أجورا أدنى من سعر السوق. وأوضحوا أيضا أن الشكوى إلى رب العمل لا تساعدهم في شيء لأن رب العمل يرد عليهم بأنه بإمكانهم الرحيل لأنه “لا أحد يعنيه أمركم ويمكنني أن أتصل وأجعلكم تُرحّلون”. وإذا حاولوا الاعتراض، فسيطردون من العمل. وأوضحوا أيضا أن عقودهم شفهية، لذلك فإن أرباب العمل كثيرا ما يتوقفون عن دفع الأجور.

مهاجرون من ميانمار، تايلند

الحصول على وضع قانوني أولوية رئيسية للكثيرين. العديد من المهاجرين من ميانمار قالوا إن الحصول على بطاقة هوية قانونية من أولوياتهم الرئيسية. وأوضحت إحدى المهاجرات بأنها تريد أن يحصل طفليها على بطاقة هوية قانونية لأنها لا تريد أن يواجها أي صعوبات “كي يحصل كلاهما على تعليم أفضل وعمل أفضل، وكي يحصلا على الرعاية الأساسية في تايلند.”

مهاجرة سورية، تركيا

قلة الموارد المالية تجبر المهاجرين على العيش في أوضاع مزرية. قالت سيدة سورية وصلت تركيا مع تسعة أفراد من أسرتها إنها كانت محظوظة، إذ عرض جار تركي عليها وأسرتها الإقامة في شقته الفارغة مجاناً. ولم يكن عليها سوى دفع فواتير الماء والكهرباء. غير أن المستأجر السابق كان قد ترك فاتورة للماء لم يسددها تبلغ عدة مئات من الدولارات، ولم يكن بوسع  الأسرة دفع هذا المبلغ حيث أن تعيش على دخل معيل واحد يتقاضى أجرا محدودا. وقُطع الماء عن شقتها الآن، مما يجبرها على قطع عدة كيلومترات كل يوم لجلب الماء لأسرتها.

المهاجرات الصوماليات، كينيا

المهاجرات أكثر عرضة للتحرش والاستغلال. ذكرت إمرأة صومالية عازبة إنها تعرضت للتحرش من جميع الأطراف، بما في ذلك من ذكور في المجتمع المحلي. وأكد صاحب متجر صومالي أنه يشاهد بانتظام اعتداءات جنسية على نساء في المجتمع المحلي.

أمثلة عن الحاجة إلى رأس المال المادي ورأس المال الاجتماعي

المهاجرون من ميانمار، تايلند

قلة الموارد المالية تجبر المهاجرين على العيش في أوضاع مزرية. معظم المهاجرين من ميانمار ذكروا أنهم إما يعيشون في مخيمات للبناء أو استأجروا غرفة يعيش فيها أيضا مهاجرون آخرون أو فقراء تايلنديون. وقال أحد المهاجرين: “إنها رخيصة لكنها سيئة”.

المهاجرون الكونغوليون، كينيا

قد تؤدي الصدمات التي يتعرض لها المهاجرون في رحلتهم إلى حاجتهم إلى دعم نفسي – اجتماعي. أوضح المهاجرون الكونغوليون أن هناك حاجة إلى الدعم النفسي – الاجتماعي من الصدمات للأطفال والكبار معا: “صعب على الأطفال أن يروا آباءهم وأمهاتهم يعانون.” علاوة على ذلك، أوضح هؤلاء المهاجرون بأن العديد من النساء يعانين من اضطرابات الإجهاد التالية للصدمات بسبب الاعتداءات الجنسية.

لا يمكن لبعض المهاجرين الحصول على خدمات الرعاية الصحية بسبب وضعهم غير النظامي

علاوة على ذلك، تؤدي أوضاع المهاجرين غير النظاميين إلى عدم حصول بعضهم على الرعاية الصحية. وقد أوضحوا مدى صعوبة ذلك بوجه خاص على الأمهات العازبات اللاتي لم يحصلن على الدعم الطبي خلال الولادة.

مهاجرة سورية، تركيا

تؤدي الهجرة في الغالب إلى تشتت العائلات التي قد تقضي سنوات دون أن يرى أفرادها بعضهم بعضا. سيدة سورية تعيش حاليا في أنقرة بتركيا قالت إن ابنها البالغ من العمر 10 سنوات موجود في أوروبا مع عمّ له. وهي قد أرسلته إلى هناك على أمل أن يعيش حياة أفضل. وتريد لقاءه مرة أخرى لكن لم يُسمح لها بذلك.

أمثلة على الحاجة إلى رأس المال البشري ورأس المال المالي

المهاجرون الإثيوبيون والإرتريون، كينيا

قال بعض المهاجرين إنه يمكنهم أن يستفيدوا من مكان واحد حيث يمكنهم أن يجدوا ما يدلهم على مختلف الخدمات المتاحة لهم. وقالت مجموعة من المهاجرين الإثيوبيين والإرتريين إنه لا وجود لأي مكان معروف يدلهم على كيفية الحصول على مختلف أنواع الدعم، لكنهم قالوا إن وجود خدمة كهذه ستكون مفيدة.

المهاجرون الكونغوليون، كينيا

نقص الموارد المالية يمكن أن يؤدي إلى عدم القدرة على دفع مصاريف التعليم. قال مهاجرون كونغوليون إنه في الماضي كانت هناك منظمة غير حكومية توفر التعليم. لكن هذه المنظمة لم تعد تملك أموالا كافية لتوفير التعليم. وهناك منظمة أخرى توفر التعليم، وهي حاولت استيعاب عدد أكبر من الطلاب فوفرت صفوفا دراسية تَسَع 100 طالب. لكن المهاجرين أوضحوا أيضا بأن هذه الصفوف أكبر من أن يتمكن الطالب من الإصغاء للمدرسين. وقال شاب عمره 19 سنة إنه عندما وصل في عام 2012 سجل في الصف الدراسي الخامس لعام واحد. وبعد ذلك، لم يعد يستطيع تسديد مصاريف دراسته.

المهاجرون السوريون، تركيا

حتى عندما تكون الخدمات متوفرة، قد لا تكون الأنظمة كافية لتغطية جميع الاحتياجات. توفر تركيا حصصا دراسية مجانية للأطفال في سن الدراسة في المخيمات والمدن. وتتبع هذه الحصص الدراسية المنهج السوري ويدرسهم مدرسون سوريون في حصص الظهيرة بالمدارس التركية. لكن المدارس ليس لديها الطاقة الاستيعابية المطلوبة لكل الأطفال السوريين بتركيا (800000). وتشعر العديد من الأمهات بالقلق على تعليم أطفالهن.

نقص المهارات اللغوية أو الشهادات يمكن أن يشكل عقبة أمام المهاجرين لمتابعة دراستهم في مكان جديد. القليل من الفتيات السوريات اللاتي يعشن في تركيا كن يدرسن في الجامعة عندما اضطررن للهروب من النزاع. وقد توقفت دراستهن لبضع سنوات لأنهن لا يتحدثن اللغة التركية ومن ثم لم يتمكنّ من متابعة تعليمهن في الجامعات التركية. ولا يملكن الموارد المالية الكافية للحصول على الإنترنت في بيوتهن. لذلك فإن الدروس الشبكية عن بعد ليست مناسبة لهن في الوقت الحاضر. وكن جميعهن يتعلمن اللغة التركية على أمل أن يستطعن متابعة تعليمهن في المستقبل.

تم تحديد عدد كبير من المبادرات الفعالة في إطار معظم جوانب القدرة على الصمود

المبادرات الفعالة التي حُددت في هذه المرحلة واردة في الجدول أدناه، وترد تفاصيل إضافية عنها في الأشكال التالية.

السمات المشتركة للمبادرات الفعالة

الصعوبات المشتركة والدروس المستخلصة

الصعوبات المشتركة

الدروس المستخلصة

الصعوبات المشتركة

حواجز اللغة بين مختلف المجتمعات المحلية البعيدة ومقدمي الخدمات/المتطوعين لتقديمها؛ أو الأمية تؤدي إلى صعوبة أكبر في تلبية احتياجات المهاجرين بشكل فعال.

الدروس المستخلصة

تعيين موظفين أو إشراك متطوعين (بمن فيهم من المهاجرين) لديهم مهارات ثقافية ولغوية لكي يتفاعلوا مع المهاجرين.

الصعوبات المشتركة

قد يكون من الصعب الوصول إلى جميع الأشخاص المحتاجين دون أن نكون معروفين للعموم. يمكن ألا تكون الدعاية مجدية في البلدان التي لديها معارضة سياسية لهذه البرامج.

الدروس المستخلصة

الدرس المستخلص غير محدد في هذه الدراسة.

الصعوبات المشتركة

قد تكون هناك نظرة للجمعيات الوطنية بأنها تساعد المهاجرين أكثر مما تساعد السكان المحليين ضعاف الحال، وقد يوّلد ذلك شعورا عدائيا إزاء المهاجرين.

الدروس المستخلصة

التأكد من أن المعلومات المتقاسمة (بما في ذلك مع الإعلام) تراعي المبادئ الأساسية، ولا سيما لمنع النظرة المتحيزة. وإشراك المجتمع المحلي في الخدمات من أجل جعلها حيزا أو فرصة للاندماج حقا.

الصعوبات المشتركة

يمكن أن يكون من الصعب العثور على عدد كاف من المتطوعين لإدارة برنامج ما وتحفيزهم وتدريبهم واستبقائهم.

الدروس المستخلصة

الاتصال بالكليات والجامعات لكي يتطوع الطلاب كجزء من دروسهم، ونشر المعلومات عن فرص التطوع في البلديات على نطاق واسع، واستقطاب مجموعة من المتطوعين أكثر تنوعا وأوسع نطاقا.

الصعوبات المشتركة

يمكن أن تمثل الخدمات (مثلا: البطاقات النقدية) عامل جذب لأنها في جانب واحد من البلد.

الدروس المستخلصة

توفير آلية توازن واضحة عبر أنحاء البلد، بعد برنامج صغير بما يكفي يخفف من عامل الجذب.

الصعوبات المشتركة

من الصعب في الغالب العثور على مجموعة واسعة من أرباب العمل الراغبين في توظيف المهاجرين بسبب النظرة السلبية المسبقة وعدم إتقان اللغة وعدم وجود المؤهلات الملائمة/المشابهة…وغير ذلك.

الدروس المستخلصة

إشراك الجهات المعنية من شركات أرباب العمل المحتملين في تنفيذ البرنامج (مثلا: تقديم دورات تدريبية)، ويمكن لذلك أن يشجع كل من الشركات والموظفين على المشاركة والالتزام على المدى البعيد.

يعتبر دور رب العمل في الربط أساسيا لاستحداث فرص العمل، وينبغي أن يكون شخصا له شبكة علاقات قوية ومهارات جيدة في الإقناع.

الصعوبات المشتركة

من الصعب ضمان تمويل مستديم للمبادرات.

الدروس المستخلصة

من المهم تنويع مصادر التمويل لضمان استدامته.