الاستجابة لاحتياجات المهاجرين في المراحل الأولى داخل بلد المنشأ
يتضمن هذا الجزء من التقرير المراحل التحضيرية للهجرة الدولية ولا يشمل النازحين إلى داخل بلدهم. ويقدم الجزء التالي عرضاً لاحتياجات المهاجرين في بلد المنشأ وخمسة مبادرات فعالة تتعلق بتلبية بعض هذه الاحتياجات.
أهم نقاط هذا الجزء
احتياجات المهاجرين
- عندما يتخذ الفرد قراراً بالهجرة، فأن احتياجاته الرئيسية للدعم الخارجي ترتبط بضمان الأمن النظامي وإمكانية الحصول على معلومات موثوقة. وثمة احتياجات أخرى مهمة كذلك قد تشكل دافعاً للهجرة وينبغي معالجتها من خلال مبادرات تستهدف السكان المستضعفين في المجتمع المحلي المعني، أو أنها احتياجات يجري تلبيها عبر الاستجابات التي تستهدف النازحين داخل بلدهم. وبالتالي لم يتناول التقرير هذه الاحتياجات الأخرى بالنسبة إلى هذه المرحلة.
المبادرات الفعالة
- تستهدف المبادرات الفعالة المحددة الاحتياجات المتعلقة بالحوكمة والقواعد التنظيمية، وباحتياجات المهاجرين طوعاً في مجال رأس المال البشري. ولم تتمكن الدراسة من التعرف إلى مبادرات في بلد المنشأ كانت تقدم المعلومات ذات الصلة إلى المهاجرين قسراً.
- يوجد عدد قليل من السمات المشتركة للمبادرات الفعالة المحددة وهي التالية: العمل لإيجاد حلول طويلة الأمد، وإشراك المهاجرين في الحلول، والمبادرات محددة الهدف التي تركز على شكل معين من الدعم، والتنفيذ بالشراكة مع الجهات الفاعلة المحلية بشكل خاص.
- واجهت الجهات الفاعلة بعض الصعوبات المشتركة في معالجتها لاحتياجات المهاجرين في بلد المنشأ. وتشمل ما يلي: التعرف إلى المهاجرين ومساندتهم حين يغادرون بلد المنشأ، والتأكد من معرفة المهاجرين بالدعم المتاح لهم، وتقييم مدى تأمين الدعم المقدم المعلومات الضرورية والمناسبة للمهاجرين، واتخاذ قرار بشأن اختيار الشركاء الذين يمكن التعاون معهم، واتخاذ قرار المشاركة في أنشطة المناصرة أو عدم المشاركة فيها. أما الدروس المستخلصة فمنها ما يلي: إن إقامة صلات قوية مع المجتمعات المحلية ذات الأعداد الكبيرة من المهاجرين المغادرين تعزز إمكانية تقديم الدعم لها، ومن المهم جداً أن تُراقب عن كثب نوعية التدريب والمعلومات المقدمة للمهاجرين المغادرين، ومن المهم أيضاً إدراج مساهمات المجتمع المدني، ويمكن لأدنى دعم يقدمه الاتحاد الدولي أو جمعية وطنية شقيقة أن يدفع الجمعية الوطنية المعنية على المشاركة في حملة ناجحة لمناصرة قضايا الهجرة.
عندما يتخذ الفرد قراراً بالهجرة، تتعلق احتياجاته الرئيسية بالأمن النظامي والحصول على المعلومات
عندما يتخذ الفرد قراراً بالهجرة، تتعلق احتياجاته الرئيسية للدعم الخارجي بضمان الأمن النظامي وإمكانية الحصول على معلومات موثوقة. وثمة احتياجات أخرى مهمة كذلك، لكن ربما شكلت دافعاً للهجرة (على سبيل المثال، الافتقار إلى الدخل المالي الكافي، والافتقار إلى رأس المال الاجتماعي، أو رأس المال المادي، أو رأس المال الطبيعي) وتمت تلبيتها من خلال مبادرات تستهدف السكان المستضعفين في المجتمع المحلي المعني، أو أنها احتياجات تلبيها الاستجابات التي تستهدف النازحين داخل بلدانهم (مثل توفير المأوى والغذاء وغيرها.. بعد كارثة طبيعية أو أزمة). وبالتالي لم ينظر التقرير في هذه الاحتياجات الأخرى ولا في الاستجابة لها.
الحوكمة/ القواعد التنظيمية: يمكن أن يكون غياب الأمن النظامي دافعاً للهجرة (بالنسبة مثلاً إلى الأشخاص عديمي الجنسية)، ويحتاج المهاجرون أيضاً إلى الأمن النظامي لمغادرة البلاد بشكل قانوني وبدون التعرض للاعتقال. كما يحتاجون إلى المعلومات اللازمة للاندماج لاحقاً في بلد المقصد.
رأس المال المالي: يشكل الافتقار إلى رأس المال المالي دافعاً شائعاً للهجرة ويفترض أن تكون معالجته جزءاً من المبادرات المخصصة للسكان المستضعفين. وعندما يتخذ الأفراد قراراً بالهجرة، يحتاجون إلى المال لتلبية أكبر عدد ممكن من احتياجاتهم. ويعتمدون في حالات عديدة على مدخراتهم أو على قروض من أفراد العائلة أو من أفراد آخرين. وسوف تعتبر المبادرات الرامية إلى زيادة هذه المدخرات (من خلال فرص لتوليد الدخل مثلاً) قبل مغادرتهم، كمبادرات مخصصة للسكان المستضعفين ولا تدخل بالتالي في إطار هذا التقرير.
رأس المال المادي: يشكل الافتقار إلى رأس المال المادي (بسبب كارثة طبيعية أو نزاع على سبيل المثال) دافعاً شائعاً للهجرة ويفترض أن تكون معالجته جزءاً من المبادرات المخصصة للسكان المستضعفين. وعندما يتخذ الأفراد قراراً بالهجرة، قد يحتاجون إلى دعم مادي أثناء تنقلهم داخل البلد. إلا أنهم لا يُعتبرون بعد في هذه المرحلة مهاجرين وينبغي رعايتهم باعتبارهم نازحين داخل بلدهم. وبالتالي لا تشكل المبادرات لدعم رأس المال المادي في هذه المرحلة موضوعاً يتناوله هذا التقرير.
رأس المال البشري: غالباً ما يشكل الافتقار إلى رأس المال البشري (التعليم والمهارات) عاملاً من عوامل عدم امتلاك رأس المال المالي الذي هو بدوره عاملاً دافعاً للهجرة. إلا إن الحصول على المهارات والمعلومات المناسبة لرحلة الهجرة تحديداً قد تتطلب في هذه المرحلة الدعم الخارجي.
يمكن أن تشمل المهارات الخاصة اللازمة للرحلة معرفة لغة أجنبية أو المهارات الأساسية للأعمال التي يحتمل تأديتها لدى الوصول (مثل الإلمام باستخدام الحاسوب). غير أن إمكانية تعلم مهارات معينة بعد اتخاذ قرار الهجرة حاجة لا يمكن إلا للمهاجرين طوعاً امتلاك الوقت الكافي لتغطيتها.
تشمل المعلومات المحددة التي يحتاجها المهاجر معلومات عملية عن الوجهات الممكنة، وعن المسارات وطرق الحفاظ على السلامة أثناء الرحلة. وتشمل أيضاً معلومات عن حقوق المهاجرين (أو عما ليس لديهم من حقوق) أثناء تنقلهم وفي بلد المقصد. ويمكن أن يؤدي الحصول على معلومات موثوقة إلى العدول عن الهجرة، أو الهجرة عبر مسار مختلف، أو الهجرة بوسائل مختلفة، أو الهجرة إلى بلد مختلف الخ..
رأس المال الاجتماعي: يمكن أن يشكل عدم امتلاك رأس مال اجتماعي (مثل فقدان الشخص لأفراد أسرته بسبب كارثة طبيعية او نزاع، أو عدم قبول المجتمع المحلي به) دافعاً للهجرة. وينبغي، كلما كان ذلك ممكناً، أن تعالج هذه الاحتياجات كجزء من المبادرات المخصصة للأشخاص للمستضعفين، أو المبادرات المخصصة للنازحين داخل بلدهم (مثل البحث عن المفقودين نتيجة كارثة طبيعية أو نزاع). وإذا لم يكن الافتقار إلى رأس المال الاجتماعي هو الدافع للهجرة، سوف يحتاج المهاجرون إلى البقاء على اتصال بأفراد أسرتهم ولكن لا تظهر بعد الحاجة إلى ذلك في هذه المرحلة. وبالتالي لا تشكل المبادرات المتعلقة برأس المال الاجتماعي في هذه المرحلة موضوعاً يتناوله التقرير.
رأس المال الطبيعي: يمكن أن يكون الافتقار إلى رأس المال الطبيعي (رداءة الجو، والتنوع البيولوجي، والمياه، والأرض، والغابات) دافعاً من دوافع الهجرة تمت معالجته كجزء من المبادرات المخصصة للسكان المستضعفين. غير أن الحاجة إلى رأس المال الطبيعي لن تعود أساسية بعد قرار الشخص بالهجرة وبدء رحلة الهجرة. وبالتالي لا تشكل المبادرات المتعلقة برأس المال الطبيعي في هذه المرحلة موضوعاً يتناوله هذا التقرير
يقدم الجدول أدناه عرضاً موجزاً للاحتياجات الرئيسية للمهاجرين عندما يباشرون رحلتهم الدولية.
أمثلة عن الاحتياجات في مجال رأس المال البشري (المعلومات)
المهاجرون الهندوراسيون، هندوراس
يحصل المهاجرون على المعلومات، حيثما أمكن ذلك، من الأصدقاء والأقارب الذين لديهم خبرة في الموضوع. أشار المهاجرون الهندوراسيون العائدون إلى أنهم حصلوا على بعض المعلومات عن حقوقهم ولكن لم يحصلوا على جميع المعلومات اللازمة. وأوضحوا أنهم كانوا يعلمون أنهم يخالفون القانون وأن من الممكن إذا تم القبض عليهم أن يقبعوا في السجن في الولايات المتحدة لمدة تتراوح بين ثلاثة وسبعة أشهر ثم يتم ترحيلهم. “كنا نعلم جميعاً بمخاطر المسار ولكن كنا نعتقد ان ذلك قد لا يحصل لنا أو كنا مستعدون للمجازفة وتحمّل هذه المخاطر. وكنا نعلم أيضاً أن 10% فقط ينجحون في محاولتهم”. وكانت هذه المعلومات تنتقل في الأغلب من الذين هاجروا من قبل (وأعيدوا إلى البلد).
المهاجرون المنغوليون، السويد
في بعض الحالات، يعتمد المهاجرون على المتاجرين بالبشر لنقلهم إلى مكان ما. ذكر عدة مهاجرين منغوليين في السويد أنهم لم يكونوا يعلمون إلى أين يذهبون فقد دفعوا المال للمتاجر وانتهى الأمر بهم في السويد.
في حالات أخرى، يعتمد المهاجرون على الانترنت كمصدر للمعلومات. ذكر بعض المهاجرين الآخرين الذين اختاروا السويد تحديداً أنهم وجدوا عبر شبكة الانترنت أن السويد هو مكان جيد للهجرة.
المهاجرون السوريون، لبنان
يحصل المهاجرون على المعلومات، حيثما أمكن ذلك، من الأصدقاء والأقارب الذين لديهم خبرة في الموضوع. اشارت مجموعة من السوريين المقيمين في مخيم في لبنان أن لبنان كان الخيار الواضح عندما قرروا المغادرة. كانوا جميعهم ينتمون إلى نفس الجماعة المحلية في سورية وكان بعض الأكبر سناً عاشوا في لبنان في السابق. إضافة إلى ذلك، كان رجل من قريتهم قد أقام في لبنان خلال أكثر من 20 سنة واستطاع تأمين أرض يستأجرونها وينصبون الخيم فيها. وكانوا يعرفون من خلال اتصالاتهم ما كان ينتظرهم لدى وصولهم.
المهاجرون الإثيوبيون، كينيا
يؤدي عدم معرفة المهاجرين لكامل حقوقهم في بلد المقصد إلى إدراك خاطئ لما يمكن أن يتوقعوه فيه. قال مهاجرون إثيوبيون في كينيا أنهم جاءوا إلى نيروبي ظناً منهم أنه ملاذ آمن. غير أنهم أدركوا لدى وصولهم أن من الممكن أن يتم ترحيلهم وإعادتهم إلى إثيوبيا.
تستهدف غالبية المبادرات الفعالة الاحتياجات في مجال رأس المال البشري (المعلومات والمهارات)
تغطي المبادرات في بلد المنشأ احتياجات المهاجرين طوعاً. ويعرض الجدول أدناه بعض الأمثلة التي ستفصّل في الرسوم البيانية اللاحقة. ولم نجد أي مبادرات في بلد المنشأ ترمي إلى تقديم معلومات مناسبة للمهاجرين قسراً.
1 مراكز التعليم والإعلام للمهاجرين تقدم أيضاً معلومات عملية للمهاجرين.
2 هذه وثيقة حية، وسوف يواصل الاتحاد الدولي تحديد المبادرات الفعالة والتعريف بها كلما قامت الجمعيات الوطنية باختبار مبادرات جديدة وتنفيذها وقياسها.
السمات المشتركة للمبادرات الفعالة
الصعوبات المشتركة والدروس المستخلصة
الصعوبات المشتركة
الدروس المستخلصة
الصعوبات المشتركة
التعرف إلى المهاجرين ودعمهم حين يغادرون بلد منشئهم. فعندما يتخذ الفرد قراراً بالهجرة نادراً ما يعلنه أو يخبر أحداً به. ولا يتعامل الصليب الأحمر والهلال الأحمر في غالب الأحيان مع المهاجرين إلا على الحدود أو في البلد الجديد. وحينذاك يكون المهاجرون قد تعرضوا أصلاً للأخطار أو وقعوا ضحايا الاتجار بالبشر أو اتخذوا قرارات سيئة بسبب افتقارهم إلى المعلومات.
الدروس المستخلصة
إقامة صلات قوية مع المجتمعات المحلية ذات الأعداد الكبيرة من المهاجرين المغادرين من شأنها تعزيز إمكانية تقديم الدعم لها. فالعمل بشكل وثيق، عبر أشكال أخرى من الدعم، مع المجتمعات المحلية حيث تكون دوافع الهجرة قوية، يمكن أن يعزز فرص معرفة الخدمات المتاحة للمهاجرين المحتملين.
غير أن تغيير السلوك يتطلب وقتاً طويلاً وبالتالي ينبغي التخطيط لوضع برامج توعية في الأمد الطويل.
الصعوبات المشتركة
عندما يكون الدعم متاحاً، لا يعلم عدد كبير من المهاجرين المغادرين بوجوده (مراكز الدعم مثلاً). من غير الواضح ما إذا كان المهاجرون يحصلون على المعلومات اللازمة والمناسبة من الدعم المقدم. فعلى سبيل المثال، غالباً ما تكون الحلقات التوجيهية السابقة للمغادرة مصممة بشكل واحد يصلح للجميع. ولا توجد معلومات كثيرة عن رأي المهاجرين في مدى فائدة التدريب المتوفر بعد مغادرتهم البلاد واستخدام هذا التدريب بالفعل.
الدروس المستخلصة
من المهم مراقبة وكالات التدريب وتنظيم عملها للتأكد من أن نوعية التدريب المتوفر هي ملائمة. العمل مع المهاجرين العائدين لمعرفة ما إذا كان التدريب قد ساعدهم. أو إقامة صلات مع مجموعة فرعية من المهاجرين لتسجيل ملاحظاتهم وتعليقاتهم بعد هجرتهم.
الصعوبات المشتركة
تبرز بعض التساؤلات حول الجهات الشريكة التي ينبغي العمل معها. فعلى سبيل المثال قد يوجد تعارض في المصالح مع بعض مقدمي الخدمات من القطاع الخاص.
الدروس المستخلصة
من المهم إشراك المجتمع المدني. ويمكن أن تساهم إضافة شركاء جدد في الاستفادة من وجهات نظر ومصادر معلومات وخدمات تكميلية.
الصعوبات المشتركة
تحرص بعض الجمعيات الوطنية على عدم المشاركة في حملات المناصرة. فقد تفتقر إلى القدرات البشرية والتقنية للقيام بذلك، وقدر لا تكون متأكدة من طريقة إقامة حوار بناء مع حكوماتها (دون أن يُنظر إليها وكأنها في صراع مفتوح مع الحكومة).
الدروس المستخلصة
أدنى دعم يقدمه الاتحاد الدولي أو جمعية وطنية شقيقة يمكن أن يساعد أحياناً الجمعية الوطنية على المشاركة في المناصرة لفائدة المهاجرين. ويمكن تحقيق ذلك من خلال طلب “ترخيص بالدفاع عن القضايا المطروحة” بحيث تشعر الجمعيات الوطنية أنها تستطيع مناصرة قضايا المهاجرين من خلال اكتساب القدرات التقنية وتبادل وجهات النظر عن سبل القيام بأنشطة بناءة في مجال المناصرة. ويتطلب ذلك أوضاع سياسية مؤاتية.