يعرض هذا الجزء الاتجاهات الرئيسية المُسّجلة في إطار هذه الدراسة: دوافع الهجرة، واحتياجات المهاجرين، والمبادرات الفعالة وعوامل تسهيل تنفيذها
أهم عناصر هذا الجزء
دوافع الهجرة
يهاجر الناس بحثاً عن حياة أفضل لأنفسهم ولأسرهم. ويمكن أن تكون الهجرة طوعية أو قسرية (بسبب صدمة أو عامل خارجي)، ولكنها تجمع في معظم الأحيان بين خيارات وقيود متنوعة. وتعود الهجرة القسرية عادة إلى مجموعة من الأسباب (الهروب من النزاعات والاضطرابات السياسية، أو من العنف أو الكوارث، أو لأن المهاجرين عديمو الجنسية، أو هم ضحايا الإتجار بالبشر). ويُقصد بالمهاجر، في هذا التقرير، أي مهاجر في حالة ضعف بغض النظر عن سبب هجرته أو وضعه القانوني.
احتياجات المهاجرين المشتركة والفردية
يحتاج المهاجرون إلى مختلف أنواع الدعم الخارجي للتمكن من الصمود. ولأنواع الدعم سمات مشتركة يمكن دراستها من منظور الصمود والاحتياجات الخاصة. غير أن نوع الاحتياجات المشتركة يتأثر إلى حد كبير بالسمات والظروف الشخصية لكل مهاجر سواء أكانت ذاتية أو خارجية. ففي مخيمات المهاجرين، ولدى الوصول إلى الوجهة المقصودة، والانتقال عبر الحدود، من المرجح أن يحتاج المهاجرون إلى الدعم لمعالجة غالبية جوانب القدرة على الصمود. ويكون الدعم الخارجي لتلبية احتياجات المهاجرين المتعلقة بالحوكمة والقواعد التنظيمية أساسياً في جميع مراحل رحلتهم. كما يحتاج المهاجرون إلى الدعم خلال مختلف مراحل رحلتهم منها إعادة الروابط العائلية، وإمكانية الحصول على موارد مالية منتظمة، والحصول على المأوى، والمعلومات العملية والدعم النفسي والاجتماعي. (ملاحظة: لا يرمي هذا التقرير إلى تقديم تقييم شامل لاحتياجات المهاجرين ومواطن ضعفهم، لكنه يستخدم إطار الاحتياجات المشتركة انطلاقاً من الاعتقاد بأن احتياجات المهاجرين في سياق معين يمكن تلبيتها بطرق مماثلة في سياقات أخرى).
المبادرات الفعالة
للمهاجرين حاجة هائلة إلى المساعدة، وللصليب الأحمر والهلال الأحمر دور مميز في تقديم مثل هذه المساعدة من خلال شبكته الفريدة من المتطوعين، وانتشاره على الصعيد العالمي، وتغطيته للمجتمعات المحلية، وثروته من الخبرات. وتتعلق المبادرات الفعالة المعروضة والبالغ عددها 59 مبادرةً بسياقاتها المحددة، وينبغي تكييفها لاستخدامها في سياقات مختلفة. وتتناول المبادرات الفعالة المعروضة في هذه الدراسة العناصر التالية:
- مراحل الرحلة: الإقامة الطويلة الأمد (25)، ولدى الوصول إلى البلد (10)، وفي مخيمات المهاجرين (6)، ولدى الانتقال عبر الحدود (6). وهناك أيضاً ثلاثة أمثلة عن مبادرات فعالة تتقاطع في مراحل متعددة من الرحلة.
- جوانب القدرة على الصمود: الاحتياجات في مجال رأس المال البشري (~ 34 بالمائة من المجموع)، والاحتياجات المادية (~ 29 بالمائة من المجموع)، ولكن ثمة عدد أقل من المبادرات يتعلق برأس المال الاجتماعي (~ 15بالمائة من المجموع)، أو برأس المال المالي (~ 12بالمائة من المجموع) أو بالأنظمة القانونية أو الحوكمة (~ 10 بالمائة من المجموع).
- شكل الدعم: التوعية (21 مبادرة)، والمساعدة (16)، والحماية (16)، والمناصرة (6 مبادرات).
- المنطقة: أوروبا (28 مبادرة)، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (10)، ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ (8)، ومنطقة الأمريكتين (7)، ومنطقة أفريقيا جنوبي الصحراء (6).
عوامل تسهيل التنفيذ
تحتاج الجمعيات الوطنية إلى مجموعة من عوامل تسهيل التنفيذ لمساعدتها على التنفيذ الفعلي للمبادرات الفعالة. وتتيح هذه العوامل للجمعيات الوطنية منح الأولوية للهجرة من بين أولويات أخرى مطروحة. وتقدم الدراسة 13 مثالاً عن عوامل تسهيل تنفيذ المبادرات الفعالة.
دوافع الهجرة
يُعّرف هذا التقرير المهاجر بأنه أي شخص معرض للخطر
سعياً إلى استكشاف النطاق الكامل للمشاكل الإنسانية المتعلقة بالهجرة، جرى توسيع تعريف المهاجرين عن قصد: “فالمهاجرون هم الأشخاص الذين يغادرون مناطق إقامتهم المعتادة أو يهربون منها للذهاب إلى أماكن جديدة- عادة ما تكون في الخارج- التماساً لتوقعات أفضل وأكثر أماناً. ويمكن أن تكون الهجرة طوعاً أو كرهاً، ولكنها تجمع في معظم الأحيان بين خيارات وقيود متنوعة”.
ولهذا يشمل التقرير، من بين فئات أخرى، العمال المهاجرين، والمهاجرين عديمي الجنسية، والمهاجرين الذين تعتبرهم السلطات العامة في وضع غير نظامي. كما يتعلق أيضاً باللاجئين وطالبي اللجوء. ويقدم الرسم ادناه عرضاً بيانياً لبعض الفئات من المهاجرين المستضعفين التي يتناولها هذا التقرير.
يهاجر الناس بحثاً عن حياة أفضل لأنفسهم و/أو لأسرهم
يهاجر الناس بحثاً عن حياة أفضل لأنفسهم و/أو لأسرهم. ويمكن أن تكون الهجرة طوعية أو قسرية (بسبب صدمة أو عامل خارجي)، ولكنها تجمع في معظم الأحيان بين خيارات وقيود متنوعة.
الهجرة القسرية
صدمة أو عامل خارجي:
- نزاعات، اضطرابات سياسية، عنف، اضطهاد1
- كوارث طبيعية (حالة جفاف مثلاً)
- ضحايا التهريب/ أو الاتجار2
- أشخاص عديمو الجنسية (لا تعترف بهم أي حكومة)
يؤدي ذلك إلى فقدان الشخص للاحتياجات الأساسية أو تعذر حصوله عليها. يمكن، على سبيل المثال، أن يتعرض الشخص، بسبب الصدمة الخارجية، لما يلي:
- عدم تمتعه بأمن النظم القانونية من جانب أي حكومة
- فقدان سبل عيشه والاستقرار المالي
- فقدان سلامته الجسدية (مثلاً تعرض حياته للخطر، وفقدان المنزل، وتعذر الحصول على الغذاء الخ..)
- فقدان الأسرة والروابط الاجتماعية
- فقدان إمكانية تأمين التعليم والتدريب لأطفاله/ وشبابه.
الهجرة الطوعية
يقرر الأشخاص أن نمط حياتهم أو حياة أسرهم غير ملائم ولا يمكن تحسينه بدون الهجرة إلى مكان آخر. على سيل المثال، قد يرى الأشخاص ما يلي:
- سبل عيشهم واستقرارهم المالي غير كافية
- ظروف عيشهم: السكن، والحصول على الغذاء و/أو على الخدمات الصحية غير كافية
- يمكنهم الالتحاق بأفراد عائلتهم ولقاء الأصدقاء في بلد المقصد (إذا ما هاجر هؤلاء إليه سابقاً)
- يمكنهم تأمين فرص تعليم أفضل لأطفالهم وشبابهم في مكان آخر
يمكنهم تحقيق ترابط اجتماعي أفضل في مكان آخر (بالنسبة مثلاً إلى الأقليات المشتتة في أماكن مختلفة).
الدوافع الشائعة للهجرة القسرية تعود بصورة خاصة إلى أربعة أسباب
الهروب من النزاعات، والاضطرابات السياسية، والعنف، و/أو الاضطهاد: يتزايد النزوح القسري الناجم عن العنف أو الاضطرابات السياسية أو النزاعات ويطرح على المستجيبين تحديات تتزايد تعقيداً. في منتصف عام 2015، كان مجموع عدد اللاجئين في العالم يبلغ 20،2 مليون لاجئ1. ولاتزال البلدان الواقعة مباشرة على حدود مناطق النزاعات، والتي يصنّف عدد كبير منها بين البلدان النامية، تستضيف العدد الأكبر من اللاجئين. في منتصف عام 2015، كانت منطقة أفريقيا جنوبي الصحراء تستضيف أكبر عدد من اللاجئين (4.1 مليون)، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (3 ملايين)، بينما كانت منطقة الأمريكتين تستضيف 753000 لاجئ2. ويُحتمل أن تكون هذه الأرقام تغيرت منذ ذلك التاريخ، فعلى سبيل المثال، في شهر أبريل 2016، كان من بين أكثر من 4،8 مليون من المهاجرين القادمين فقط من سورية موجودين في تركيا (2.7 مليون)، وفي لبنان (مليون شخص)، والأردن (0.6 مليون)، والعراق (0.2 مليون)، ومصر (0.1 مليون).4 ولا يعتبر جميع الفارين من العنف كطالبي لجوء ويعامل الكثيرون منهم باعتبارهم مهاجرين غير نظامين بلا حماية دولية. 5 فعلى سبيل المثال، هناك الملايين من المهاجرين الهاربين من عنف العصابات في الأمريكتين.3
الهروب من الكوارث: الكوارث المتعلقة بالمناخ هي أيضاً سبب هام من أسباب الهجرة القسرية. خلال الفترة الممتدة من 2008 إلى 2013، أدت الكوارث إلى نزوح 128،4 مليون نازح جديد، أي بمعدل 27،5 مليون شخص في السنة الواحدة. وحدث 87،2 بالمائة من النزوح الناجم عن الكوارث عام 2013 في آسيا (19،1 مليون شخص)، يليه 8.2 بالمائة في أفريقيا (1،8 مليون شخص)، و4،1 بالمائة في الأمريكتين (892000 شخص). وكانت البلدان التي شهدت أعلى المستويات المطلقة من النزوح في الفترة ما بين 2008 و 2013 هي التالية: الصين (أكثر من 54 مليون شخص)، والهند (أكثر من 26 مليون شخص)، والفلبين (أكثر من 19 مليون)، وباكستان (أكثر من 13 مليون)، وبنغلاديش (حوالي 7 ملايين). 7 ولا تشمل عادة الأرقام التي تقدمها الأمم المتحدة عن النازحين المهاجرين الذين يغادرون منازلهم بسبب الكوارث الطبيعية والأحداث الأخرى المتعلقة بالمناخ. ويوجد حاليا قرابة 25 إلى 30 مليون شخص من المهاجرين لأسباب بيئية في مختلف أنحاء العالم.
عديمو الجنسية: تقدّر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن هناك 10 ملايين شخص على الأقل في مختلف أنحاء العالم لا يملكون أي جنسية. ويمكن أن تكون أسباب انعدام الجنسية عديدة منها السياسات والقوانين التي لا تعترف بمجموعات عرقية أو دينية معينة (على سبيل المثال أكثر من مليون شخص في ولاية راخين في ميانمار هم عديمو الجنسية بسبب انتمائهم العرقي، وفي الجمهورية الدومينيكية هناك عشرات الآلاف من الأشخاص المنحدرين من أصل هايتي والمولودين في الجمهورية الدومينيكية فقدوا جنسيتهم)؛ أو القوانين المبنية على نوع الجنس (~ 27 دولة لا تسمح للنساء بنقل جنسيتهن إلى أولادهن، ويمكن أن يصبح هؤلاء عديمي الجنسية إذا كان الأب غير معروف أو مفقوداً أو متوفياً)؛ أو بروز دول جديدة أو دول تغيرت حدودها (على سبيل المثال لدى أستونيا ولاتفيا ~ 86000 شخص و ~ 262000 شخص على التوالي من عديمي الجنسية)؛ أو حدوث نزاعات. وفي الكثير من البلدان، مع وجود بعض الاستثناءات، لا يستطيع عديمو الجنسية الحصول على بطاقات هوية، أو وظائف قانونية، أو الاستفادة من خدمات التعليم والصحة.8
ضحايا التهريب/أو الاتجار بالأشخاص: يبقى الاتجار بالبشر مصدراً هاماً من مصادر وجود مهاجرين مستضعفين9، غير أن من الصعب معرفة العدد الصحيح للحالات حول العالم. لا يوجد حالياً تقدير صحيح لعدد ضحايا الاتجار بالأشخاص في العالم. غير أن منظمة العمل الدولية قدرت في 2012 أن عدد ضحايا العمل الجبري والاتجار والرق العصري كان يصل إلى 21 مليون شخص.10 وقدّر تقرير لمنظمة العمل الدولية في عام 2014 أن العمل الجبري يولّد في اقتصاد القطاع الخاص 150 مليار دولار أمريكي من المكاسب غير الشرعية كل سنة. ويقدّر أن 99 مليار دولار أمريكي تأتي من الاستغلال الجنسي التجاري بينما يأتي 51 مليار دولار أمريكي من الاستغلال الاقتصادي القسري بما في ذلك العمل المنزلي والعمل في الزراعة وغيرها من الأنشطة الاقتصادية.11
1: www.unhcr.org/5672c2576.html 2: www.unhcr.org/5672c2576.html
3: www.cfr.org/transnational–crime/central–americas–violent–northern–triangle/p37286
4: http://data.unhcr.org/syrianrefugees/regional.php 5: www.npr.org/2016/02/25/467020627/why–a–single–question–decides–the–fates–of–central–american–migrants 6: http://missingmigrants.iom.int/sites/default/files/documents/Global_Migration_Trends1.pdf
7: www.unhcr.org/pages/49c3646c15e.html8: www.unodc.org/documents/data–and–analysis/glotip/GLOTIP_2014_full_report.pdf
9 الأرقام الواردة أدناه تتعلق بكل ضحايا العمل الجبري والاتجار والرق من المهاجرين والسكان المحليين.
10و11 www.ilo.org/global/about–the–ilo/newsroom/news/WCMS_243201/lang—en/index.htm
المهاجرون الهندوراسيون، هندوراس
قرابة 651000 مهاجر غير نظامي من المكسيك، وأمريكا الوسطى، وبلدان أخرى، حاولوا عام 2014، عبور الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية (ألقي القبض على 470000 شخص1، ويقدر ان 165000 تمكنوا من عبور الحدود)
الهروب من العنف والبحث عن فرص العمل –
أفاد المهاجرون الهندوراسيون العائدون إلى أن الأسباب الرئيسية لمغادرتهم كانت النقص في فرص العمل، أو الجريمة في هندوراس. فيقول أحدهم: “عندما يصبح عمرك 25 سنة، لم يعد أحد يعرض عليك عملاً لأنك أصبحت في سنّ كبير “. ويقول آخر: “لدي أربعة أولاد يملك جميعهم شهادات ثانوية ولكن لا أحد منهم لديه عمل”، ويقول الثالث: “لدي عمل لكن بالكاد يكفيني للعيش”. وتكلموا أيضاً عن خوفهم على حياتهم ” إما أن نغادر البلد أو نُقتل”، أو هربهم من العنف. وأظهرت دراسة أجرتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عام 2015 عن النساء المهاجرات من أمريكا الوسطى أن 85% من النساء المهاجرات يعشن في أحياء تسيطر عليها الجريمة المنظمة. وبالنسبة إلى 64% من النساء اللواتي جرت مقابلتهن، كانت إحدى الأسباب الرئيسية لمغادرتهن التهديدات أو الهجمات المباشرة من جانب هذه الجماعات الإجرامية. علاوة على ذلك، تعرضت 58% من النساء اللواتي جرت مقابلتهن للاعتداء والانتهاك الجنسي.3
اللاجئون الفلسطينيون، لبنان
يعيش قرابة 450000 فلسطيني في لبنان4، وغالبيتهم من الجيل الثاني أو حتى الثالث من الفلسطينيين الذين فروا من الحرب عام 1948. وفي لبنان، يعيش حوالي 53% من الفلسطينيين في مخيمات تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، الأونروا.5 وبالرغم من أنه يسمح لهم بالعيش خارج المخيمات فهم يفتقرون إلى الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فعلى سبيل المثال لا يُسمح للفلسطينيين بالتملك ولا بالعمل في 20 مهنة. ومع ارتفاع الهجرة من سورية، أخذ الكثير من الفلسطينيين يهاجرون بدورهم إلى أوروبا. وعددهم غير معروف.
البحث عن الفرص الاقتصادية – تروي امرأة فلسطينية في منتصف العمر مقيمة في بيروت وأم لعدة أطفال أن زوجها غادر بيروت العام الماضي ليهاجر إلى ألمانيا. وسافر بحراً للوصول إلى ألمانيا. كان معلماً في مدرسة محلية ولكن بعد حادث أصاب ساقه لم يعد بوسعه الحصول على عمل. وكان يحتاج أيضاً إلى عملية جراحية لم يكن يستطيع إجراءها في لبنان. ومع ارتفاع موجة الهجرة، قرر أن يهاجر كذلك بحثاً عن فرص أفضل يمكن أن تتيح له إعالة أسرته.
المهاجرون المنغوليون، السويد
يقدّر أن عدد المهاجرين المنغوليين بلغ 56.750 مهاجراً عام 2013. وتهاجر غالبيتهم إلى روسيا وجمهورية كوريا، وهاجر 1810 أشخاص على الأقل إلى السويد.1
البحث عن الفرص الاقتصادية – أوضحت مجموعة من النساء المنغوليات اللواتي هاجرن إلى السويد خلال السنوات الماضية (منذ 12 سنة للأقدم منهن وقبل سنتين لآخر الوافدات) أن هجرتهن كانت لأسباب مالية في غالب الأحيان. “كنت أود أن أجد مكاناً أستطيع أن أعمل فيه”. وأوضحن أن النساء يتحملن مسؤولية إعالة الأسرة ورعاية أطفالهن ولهذا عليهن إيجاد مصادر دخل مالي. إضافة إلى ذلك، عززت عوامل أخرى قرارهن بالهجرة ومن بينها الاتجار بالبشر، وسرقة الأعضاء، والعنف ضد النساء.
المهاجرون من ميانمار، تايلند
تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 10% من سكان ميانمار يهاجرون على الصعيد الدولي. ويشمل ذلك الهجرة القصيرة الأمد والمتوسطة الأمد إلى بلدان في المنطقة غالباً بطرق غير قانونية. وتبقى الهجرة إلى تايلند وماليزيا الأوسع وتشمل أكثر من ثلاثة ملايين مهاجر. وتُذكر من بين الأسباب سبل كسب الرزق المحدودة، والظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة، وانعدام الأمن بسبب نزاعات مطولة في المجتمعات الأصلية. وثمة عوامل مؤثرة أخرى مثل وجود أجور أفضل وطلب أعمال أقل مهارة في البلدان المجاورة.2
البحث عن الفرص الاقتصادية – أشارت مهاجرة من ميانمار تعيش في تايلند أنها كانت تقيم مع جدتها و10 من أحفاد هذه الأخيرة. وكانت جدتها تعمل في التجارة وفقيرة جداً. وبما أنها كانت الحفيدة الأكبر سناً اضطرت إلى ترك المدرسة ومساعدة جدتها في السوق. وبهذا كان يستطيع أخوانها واخواتها الأصغر سناً الذهاب إلى المدرسة. وانتقلت إلى تايلند أملاً في إيجاد فرص اقتصادية أفضل بالرغم من معارضة جدتها.
المهاجرون الصوماليون في نيروبي، كينيا
نظراً إلى انعدام الأمن، والفرص الاقتصادية الضعيفة، والكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات، هاجر حوالي 14% من السكان الصوماليين أي حوالي مليون شخص إلى البلدان المجاورة بشكل رئيسي. وتستضيف كينيا العدد الأكبر منهم ويقدر أن هذا العدد يصل إلى 474.483 شخصاً.3
الهروب من النزاع – أوضحت مجموعة من المهاجرين الصوماليين في نيروبي أن حالة الأمن في بلدهم الأصل دفعتهم إلى مغادرة البلد. ولدى غالبيتهم أقارب فقدوا حياتهم أو لم يكن من الممكن البحث عنهم بسبب النزاع.
المهاجرون السوريون في أنقرة، تركيا
أدى النزاع الدائر في سورية منذ عام 2011 إلى هروب الملايين من السكان من منازلهم. واعتباراً من شهر أبريل 2016، كان أكثر من 4.8 مليون مهاجر من سورية موجودين في تركيا (2.7 مليون)، وفي لبنان (مليون مهاجر)، وفي الأردن (0،6 مليون)، وفي العراق (0.2 مليون)، وفي مصر (0.1 مليون).1 إضافة إلى ذلك، قدم 972012 سورياً طلبات لجوء في أوروبا.2
الهروب من النزاع – إحدى الشابات السوريات (في أوائل العشرينات من عمرها) كانت طالبة في علم النفس في السنة الجامعية الأخيرة. غادرت سورية في صيف 2015، وكانت أسرتها قررت مغادرة البلاد بعد خضوع الوالدة للاستجواب. وقد أطلق سراح الأم في النهاية، لكن العائلة بكاملها كانت ستكون تحت المراقبة. وتركوا البلد مع القليل مما استطاعوا جمعه وانتقلوا إلى البلد المجاور، تركيا، بحثاً عن الأمان. وكانت الفتاة متطوعة في الهلال الأحمر العربي السوري قبل هجرة عائلتها وهي الآن متطوعة في الهلال الأحمر التركي.
المهاجرون الكونغوليون في نيروبي، كينيا
يُعتقد أن 70 جماعة مسلحة على الأقل تعمل حالياً في المنطقة الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية.3 وأدى النزاع إلى بقاء حوالي 430000 مهاجر من جمهورية الكونغو الديمقراطية في البلدان المجاورة لاسيما في بوروندي، ورواندا، وأوغندا، وجمهورية تنزانيا المتحدة.4
الهروب من العنف – أشار شاب كونغولي في نيروبي عمره 19 سنة أن والده كان واحداً من الأشخاص المتعلمين في القرية. وحاولت الميليشيات البحث عنه وقتله. ولذلك هرب والده ولم يره أبداً منذ ذلك الوقت. ولكنه تلقى أخباراً تقول أنه توفى في كينيا. وبعد فرار الوالد، حاولت العائلة إجبار الأم على زواج فرد آخر من العائلة وفقاً للتقاليد. لكنها رفضت وبدأت العائلة تهاجمها. فبعد أن تمكنت من جمع بعض المال، هربت مع أطفالها الأربعة.
الاحتياجات المشتركة
يتوقف صمود المهاجرين على الحصول على أشكال متعددة من الدعم الخارجي ذات نمط مشترك عادة
يرى الاتحاد الدولي أن أفضل الطرق لدعم المهاجرين تكمن في مساعدتهم على الصمود أمام الصعاب خلال كل مراحل رحلتهم. فذلك من شأنه أن يمكنهم من مواجهة المخاطر بشكل أفضل والتغلب على الصدمات الخارجية الملازمة للهجرة. وبالرغم من أهمية جميع جوانب القدرة على الصمود، فإن بعضها يصبح أكثر إلحاحاً من غيرها في بعض فترات الرحلة.
1- الخطوات الأولى: يحتاج المهاجرون في البداية إلى الحصول على المعلومات، والتدريب، والدعم لضمان حماية النظم القانونية لحقوقهم.
2- الانتقال عبر الحدود: مع مواصلة المهاجرين لرحلتهم، يبقى الأمن النظامي والحصول على معلومات عملية أمراً هاماً بينما يصبح من الملح امتلاك شبكة أمان مالية، والحفاظ على الروابط العائلية، وتلبية الاحتياجات المادية (الحصول على المأوى، وعلى الغذاء والخدمات الصحية، وضمان الأمن بشكل عام).
3- مخيمات المهاجرين: إذا توقفت الرحلة في مخيم للمهاجرين، سوف تحدد القواعد التنظيمية السائدة إمكانية تلبية المهاجرين لاحتياجاتهم الأساسية مثل الحصول على عمل. ويمكن أن تتيح لهم فرص العمل إمكانية تأمين عدد من احتياجاتهم. أما إذا لم يحدث ذلك، فمن الأرجح أن يلزمهم الدعم الخارجي لتلبية كل احتياجاتهم المادية، والحصول على التعليم، والمعلومات العملية، والدعم النفسي والاجتماعي. وتكتسي الاحتياجات الاجتماعية أهمية أكبر هنا إذ يجب أن ينال المهاجرون القبول من جانب المجتمع المحلي المضيف، ويجب أن يندمجوا في الجماعات الموجودة في المخيم، وقد يتوفر لهم المزيد من الوقت لإعادة الروابط العائلية.
4- الوصول إلى البلد: يحتاج المهاجرون لدى وصولهم إلى بلد المقصد إلى مبادرات منصفة وخاصة بحالتهم الشخصية لتسوية وضعهم القانوني وتلبية احتياجاتهم الأساسية. وبانتظار قرار قبولهم، سيحتاجون إلى دخل مالي أو وسائل أخرى تؤمن جميع احتياجاتهم الأساسية. ومن الحيوي أن يحصلوا على المعلومات اللازمة عن سير العملية وعن حقوقهم، والمعلومات العملية عن كيفية توفير السكن المؤقت والغذاء والرعاية الصحية والتعليم والمساعدة القانونية والدعم النفسي الاجتماعي الخ. ويمكن أن يسعوا إلى إعادة الروابط المقطوعة مع عائلاتهم. كما أن قبول المجتمعات المضيفة بوجودهم يساعدهم في التغلب على المشاكل المتبقية ويمكن أن يساعدهم في الاندماج في المجتمع مستقبلاً.
5- الإقامة الطويلة الأمد: يجب أن يتمكن المهاجرون من البقاء في البلد ومغادرته بأمان كلما أرادوا ذلك، والحصول على السكن والغذاء والرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل. وترتدي إمكانية الحصول على فرص توليد الدخل أهمية خاصة إذ تمكنهم من تأمين الاكتفاء الذاتي. ولكن حتى لو حصل المهاجر على عمل أو على دخل مالي، فعادة ما تكون الأجور متدنية ومن ثم يتعذر ضمان السكن والغذاء وغيرها من الاحتياجات، وقد يكون الدعم الخارجي ضرورياً. ومع تغطية الاحتياجات المادية، تزداد أهمية الحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي إذ يصبح المهاجرون مهيئين لمباشرة عملية التغلب على الصدمات التي نجوا منها أو عانوا منها أثناء رحلتهم. ويحتاج الأطفال والشباب وبعض البالغين إلى التعليم والتدريب المهني. ويمكن أن يسعوا إلى إعادة الروابط المقطوعة مع عائلاتهم. كما يحتاجون إلى الشعور بأنهم جزء من المجتمع الجديد غير أن اللغة والمعايير الثقافية المختلفة يمكن أن تشكل عقبة أمام اندماجهم.
6- العودة 1: إن مبدأ عدم الإعادة القسرية يحظر إعادة فرد إلى بلده. وفي الكثير من الحالات، عندما يعود المهاجر إلى بلد المنشأ، يكون في وضع مالي أكثر ضعفاً من الوضع الذي كان فيه لدى مغادرته. ويجب أن تتوفر له فرص توليد الدخل. وغالباً ما يكون الدعم النفسي والاجتماعي في غاية الأهمية من أجل التغلب على الصدمات وعلى الإحساس بالفشل. كما يُعد جمع الشمل بالعائلة في بلد المنشأ مهما، إذ غالباً ما يساعد أفراد العائلة المهاجرين العائدين بتوفير المأوى والغذاء لهم الخ..
الدعم الخارجي المطلوب لكل جانب من جوانب القدرة على الصمود
- الدعم الخارجي لتلبية احتياجات المهاجرين في مجال الأنظمة وآليات الحوكمة أمر ضروري في كل مراحل الرحلة. وربما كان السبب أن المهاجرين بعيدون جداً عن صناع القرار للدفاع عن أنفسهم. ولكن الوضع القانوني للمهاجر سوف يؤثر بشكل كبير في حالة ضعفه وفي حاجته للدعم الخارجي في مجالات أخرى. فعلى سبيل المثال، إذا لم يُسمح لشخص بعبور البلد بشكل قانوني سيضطر إلى استخدام طرقات أكثر خطورة. وإذا لم يُسمح للشخص بالعمل في مرحلة العبور أو في بلد المقصد، لن يتمكن من إعالة نفسه، وإذا لم يُسمح له باستئجار مسكن بشكل قانوني، سينام في الطرقات ويعتمد على السوق السوداء أو على الدعم الخارجي.
- إعادة الروابط العائلية، وإمكانية الحصول على موارد مالية منتظمة، وعلى المأوى، والمعلومات العملية، والمعلومات عن الحقوق، والدعم النفسي الاجتماعي هي المجالات الأخرى التي يحتمل أن يتطلب تأمينها دعماً خارجياً في مختلف مراحل الرحلة.
- تتطلب أيضاً الاحتياجات الأخرى تأمين الدعم في غالبية مراحل الرحلة ولكن يجب التشديد بشكل أكبر على الدعم الخارجي في مراحل محددة من الرحلة. علماً أن من المحتمل جداً أن تحتاج نسبة كبيرة من المهاجرين إلى الدعم لتلبية هذه الاحتياجات طوال الرحلة.
- على الرغم من أهمية رأس المال الطبيعي فإنه يتطلب درجة أقل من الدعم الخارجي أثناء رحلة الهجرة. وتتعلق الاستجابة الخاصة برأس المال الطبيعي في بلد المنشأ ولدى العبور وفي بلد المقصد بالمبادرات التنموية داخل البلد ولا تأخذ في الاعتبار منظور الهجرة.
الدعم الخارجي المطلوب في كل مرحلة من مراحل الرحلة
- في مخيمات المهاجرين، ولدى الوصول إلى بلد المقصد، ولدى الانتقال عبر الحدود، يرجح أن يحتاج المهاجرون إلى الدعم لمواجهة غالبية جوانب القدرة على الصمود. وربما كان السبب أن المهاجرين هم في هذه المراحل أكثر تعرضاً للصدمات الخارجية المحتملة أو أكثر اعتماداً على الجهات الخارجية لتأمين احتياجاتهم (في مخيمات المهاجرين على سبيل المثال). علاوة على ذلك، تتوفر لديهم في هذه المراحل فرص أقل للاعتماد على أنفسهم من أجل تأمين هذه الجوانب من الصمود. فعلى سبيل المثال، من الأصعب في هذه المراحل إيجاد مصادر مدرة للدخل او الاعتماد على العائلة والأصدقاء.
- في الإقامة الطويلة الأمد ولدى العودة إلى البلد، يرجح أن يحتاج المهاجرون إلى الدعم لمواجهة عدة جوانب من القدرة على الصمود. وربما كان السبب أن المهاجرين يستفيدون في هذه المراحل من عدد أكبر من الفرص لتأمين هذه الجوانب من الصمود. فعلى سبيل المثال، ربما قد وجدوا مصادر مدرة للدخل أو استطاعوا الاعتماد على العائلة والأصدقاء. غير أن من المحتمل جداً أن تبقى نسبة كبيرة من المهاجرين عاجزة عن تأمين جوانب الصمود المطلوبة وتحتاج إلى الدعم في مختلف هذه الجوانب.
- في الخطوات الأولى في بلد المنشأ، غالبية الاحتياجات غير قابلة للتطبيق لأن المهاجرين قد لا يحتاجون إليها أو لأن تلبية الاحتياجات تؤمن عبر مبادرات تستهدف النازحين داخل بلدهم أو المواطنين المستضعفين (وهؤلاء ليسوا موضوع هذه الدراسة). أما الحاجة الوحيدة للذين سيتحولون في المستقبل إلى مهاجرين دوليين والتي يمكن تلبيتها عبر مبادرات لا تستهدف النازحين داخل بلدانهم أو المواطنين المستضعفين فتكمن في تقديم المعلومات الضرورية إعداد الرحلة الدولية، والمناصرة لضمان إمكانية مغادرة المهاجرين للبلد بشكل آمن.
الاحتياجات الفردية
يتأثر نوع الاحتياجات بالسمات والظروف الشخصية لكل مهاجر، الذاتية منها والخارجية
يُعتبر المهاجر في حالة ضعف لأنه يبدو كذلك بعد تقييم دقيق لوضعه واحتياجاته وليس لأنه ينتمي إلى فئة محددة مسبقاً. إن تعريف الضعف الذي يعاني منه شخص معين هو نتاج مزيج من السمات والظروف الذاتية والخارجية في لحظة معينة. وتتغير حالة ضعف الشخص وتتطور مع الوقت. ويقدم الرسم أدناه عرضاً للطريقة التي يمكن أن يصبح بها الشخص أقل أو أكثر ضعفاً نتيجة لمزيج من السمات المختلفة الذاتية والخارجية (مع بعض الاستثناءات).
استجابة الجمعيات الوطنية
حاجة هائلة إلى المساعدة؛ الدور المميز للصليب الأحمر والهلال الأحمر
القيمة الفريدة للمتطوعين
يعمل مع الحركة حالياً أكثر من 17 مليون متطوع
انتشار عالمي
الحركة هي المنظمة الوحيدة التي لديها وجود في 190 بلداً
إمكانية الوصول إلى المجتمعات المحلية
يستطيع الصليب الأحمر والهلال الأحمر من خلال متطوعيه في الفروع المحلية، الوصول إلى المجتمعات المحلية بما في ذلك في المناطق الأصعب وصولاً إليها
ثروة من الخبرات
يمكن أن تفتخر الجمعيات الوطنية بما تمتلكه مجتمعة من مبادرات فعالة متعددة لتلبية احتياجات المهاجرين، وبسنوات عديدة من الخبرة في هذا المجال1
1 يركز هذا التقرير على مساعدة الصليب الأحمر والهلال الأحمر في ترسيخ جزء من ثروة الخبرات المتوفرة لديه.
تعرض الجمعيات الوطنية وشركاؤها عدداً كبيراً من المبادرات الفعالة
حددت الدراسة المبادرات الفعالة المطبقة في كل منطقة من المناطق، وخلال كل مرحلة من مراحل رحلة المهاجرين، وبالنسبة إلى كل جانب من جوانب القدرة على الصمود. وتشكل المبادرات الفعالة البالغ عددها 59 والتي حددت هذه الدراسة سماتها ثروة من الأفكار التي يمكن أن تستلهمها الجمعيات الوطنية والشركاء لوضع نهج جديدة لتلبية احتياجات المهاجرين.
- مراحل الرحلة – نُفذت غالبية الأنشطة المذكورة في الدراسة خلال الإقامة طويلة الأمد (25)، تليها الأنشطة المنفذة لدى الوصول إلى البلد (10)، ثم في مخيمات المهاجرين (6)، ولدى الانتقال عبر الحدود (6). وتبقى الأمثلة عن تقديم الدعم عند الخطوات الأولى في بلد المنشأ أقل (5)، ولدى العودة (4). كما أن هناك أيضاً ثلاثة أمثلة عن مبادرات فعالة تتقاطع في مراحل متعددة من الرحلة.
- جوانب القدرة على الصمود – تشمل الدراسة عدداً كبيراً من المبادرات التي تدعم الاحتياجات في مجال رأس المال البشري (~ 34 بالمائة من المجموع)، والاحتياجات المادية (~ 29 بالمائة من المجموع)، ولكن عدد المبادرات التي تتعلق برأس المال الاجتماعي (~ 15بالمائة من المجموع)، أو برأس المال المالي (~ 12بالمائة من المجموع) أو بالقواعد التنظيمية أو الحوكمة (~ 10 بالمائة من المجموع) يبقى أقل. وعندما ننظر في الاحتياجات المحددة داخل مختلف جوانب القدرة على الصمود، نجد عدة أمثلة من المبادرات التي تتعلق بالمعلومات العملية، والتعليم والتدريب المهني، وتوليد الدخل، والصحة البدنية، بينما نجد عدداً أقل من المبادرات التي تتعلق بتقديم المأوى أو الغذاء أو المواد غير الغذائية أو شبكات الأمان أو الماء والصرف الصحي والنظافة الصحية.
- شكل الدعم – ركزت غالبية المبادرات الفعالة المحددة على التوعية (21 مبادرة)، ثم المساعدة (16)، والحماية (16)، وركز عدد أقل منها على المناصرة (6 مبادرات).
تتوافق المبادرات الفعالة في مجملها مع غالبية مبادئ سياسة الاتحاد الدولي بشأن الهجرة
بالرغم من أن المبادرات الفعالة المحددة تتعلق بسلسلة من المبادئ، يبدو أن عدداً أقل من المبادرات الفعالة تشمل إشراك المهاجرين في البرامج الإنسانية (المبدأ 2)، أو ربط المساعدة بالحماية والمناصرة (المبدأ 5)، أو العمل على طول مسارات الهجرة (المبدأ 7). علاوة على ذلك، هناك أربع مبادرات تتعلق بمساعدة المهاجرين على العودة (المبدأ 8)، ولا تتعلق أي مبادرة بتخفيف ضغوط الهجرة على مجتمعات المنشأ 1.
1 لم تدرج الاستجابات التي تسعى إلى تخفيف ضغوط الهجرة على مجتمعات المنشأ كجزء من النطاق المذكور، لأن من المفترض أن تدخل ضمن المبادرات التي يتم فيها إشراك السكان المستضعفين في إطار استجابات محلية.
نفذت المبادرات الفعالة المحددة في هذا التقرير في كل مناطق العالم
سمات 28 مبادرة فعالة منفذة في أوروبا
سمات ثمانية مبادرات فعالة منفذة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ
سمات سبعة مبادرات فعالة منفذة في منطقة الأمريكتين
سمات عشرة مبادرات منفذة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
سمات ستة مبادرات فعالة منفذة في أفريقيا
تحديد خمسة خيارات أولية في تصميم المبادرات الفعالة
حددت خمسة معايير بسيطة لمقارنة المبادرات الفعالة بهدف تحليل المسائل التالية: 1
1- الحلول الطويلة الأمد أو القصيرة الأمد لفائدة المهاجرين
• هل تستهدف الاستجابة الاحتياجات المباشرة أساساً، أو تسعى إلى تلبية احتياجات المهاجرين في الأمد الطويل (بما في ذلك إمكانية تأمين المهاجر احتياجاته بنفسه).
• يختلف التركيز على تأمين حلول طويلة الأمد أو قصيرة الأمد باختلاف المرحلة المعنية. فخلال المراحل السريعة أو الفترات الزمنية القصيرة (الانتقال عبر الحدود)، تكون الاستجابات أكثر استهدافاً للاحتياجات في الأمد القصير التي تقابل طبيعة الهجرة في هذه المرحلة. بينما تسعى الاستجابات إلى التركيز على تأمين حلول طويلة الأمد في مراحل أخرى أطول. ولكن نظراً إلى وجود احتياجات قصيرة الأمد في كل مراحل الهجرة، هناك أيضاً استجابات تركز عبر كل المراحل على تلبية الاحتياجات في الأمد القصير.
2- المبادرات الثابتة والدائمة أو المبادرات المرنة والمتغيرة
• هل يتعرض المستفيد من الخدمة، أو تتعرض الخدمة المقدمة، أو فترة تقديمها، أو مكان تقديمها إلى التغيير بسهولة أو تبقى كل هذه العناصر ثابتة ويمكن التنبؤ بها.
• تشير طبيعة المرحلة إلى دينامية تغيير الدعم المقدم. فخلال المراحل السريعة أو الفترات الزمنية القصيرة (الانتقال عبر الحدود)، تكون الاستجابات مرنة ومتغيرة توافقاً مع طبيعة الهجرة في هذه المرحلة. بينما تكون الاستجابات أكثر ثباتاً واستدامة في المراحل الأخرى. غير أنه ينبغي التخطيط للاستجابات أثناء المراحل السريعة والفترات الزمنية القصيرة وتنظيمها مسبقاً، فيما يجب أن تتمتع الاستجابات أثناء المراحل الأطول أمداً بالمرونة اللازمة للتكيف مع الاحتياجات. علاوة على ذلك، ربما يتوجب أن تكون الاستجابات أكثر مرونة وتحركاً في مرحلتي الوصول إلى الجهة المقصودة والعودة إلى البلد المنشأ (وبشكل خاص خلال رحلة العودة).
3- إشراك المهاجرين في وضع الحلول أو تقديم الحلول مباشرة
• هل تقدم حلول مباشرة إلى المهاجرين، أو تُمنح للمهاجرين الإمكانيات اللازمة ليكونوا جزءاً من الحل، على سبيل المثال من خلال توفير الأدوات والمهارات اللازمة أو تقديم مختلف الخيارات.
• تشير طبيعة المرحلة إلى طبيعة الدعم المقدم. فعلى سبيل المثال، خلال الفترات الزمنية الأقصر (الانتقال عبر الحدود، ومخيمات المهاجرين، والوصول، والعودة)، تسعى الاستجابات إلى تقديم حلول جاهزة، بينما تسعى الاستجابات إلى إشراك المهاجرين في الحل أثناء المراحل الأطول أمداً (المنشأ، ومخيمات المهاجرين، والإقامة طويلة الأمد، والعودة). ويفسر الطابع الملح للفترات الزمنية الأقصر ضرورة تقديم الحلول مباشرة ولكن ربما كانت هناك فرص متاحة للمزيد من السعي في هذه المراحل كذلك عن سبل لإشراك المهاجرين في الاستجابة.
4- المبادرات محددة الهدف أو المبادرات المدرجة في البرامج القائمة
• هل وضعت هذه المبادرات أو نظمت من أجل المهاجرين بشكل خاص، أو أنها تدمج المهاجرين في استجابات أوسع نطاقاً.
• غالبية المبادرات الفعالة المذكورة في هذا التقرير هي محددة الهدف. وقد يكمن السبب في أن الجهات الفاعلة التي قدمت المعلومات ربما أعطت الأولوية للتعريف بالمبادرات المحددة الهدف. ومن المحتمل أن نجد عدداً أكبر من المبادرات الأكثر تكاملاً في بلدان المنشأ، والإقامة طويلة الأمد، والعودة. وإن لم يكن الحال كذلك، فينبغي زيادة استخدام منظور الهجرة في المبادرات الموجودة. فخلال العبور، وفي مخيمات المهاجرين، ولدى العودة، يحتاج المهاجرون عادة إلى حلول أكثر تركيزاً على احتياجاتهم نظراً إلى طبيعة هذه المراحل.
5- المبادرات مع جهات فاعلة داخل البلد أو مع جهات فاعلة عبر الحدود
• هل يكون العمل بشكل عام مع جهات فاعلة داخل الحدود الوطنية (يمكن أن تكون جهات فاعلة محلية أو جهات دولية تنفذ عمليات داخل البلد)، أو يكون العمل بشكل عام مع جهات فاعلة في بلدان أخرى.
• غالبية المبادرات الفعالة المحددة في هذه التقرير هي، مع استثناءات قليلة، مع شركاء داخل البلد. وإذا كان هذا متوقعاً في مخيمات المهاجرين وفي الإقامات طويلة الأمد، ثمة إمكانيات واسعة لعدد أكبر من المبادرات عبر الحدود. وقد يكون ذلك ذا أهمية خاصة في المنشأ، وخلال العبور، ولدى الوصول، والعودة.
1 لا تشكل السمات المشتركة تقييماً لما يجب ان تكون عليه المبادرات الفعالة بل وصفاً لما هو موجود. والمقصود هو إبراز وجود سمات مشتركة عموماً وعرض بعض الاعتبارات الهامة في وضع المبادرات الفعالة.
بعض الصعوبات المشتركة والدروس المستخلصة
الصعوبات المشتركة
الدروس المستخلصة
الوصول إلى المهاجرين أو مجموعات المهاجرين وتعريفهم بالخدمة المتاحة
إقامة صلات قوية مع مجموعات/أو فئات المهاجرين ذات الأعداد الكبيرة من المهاجرين المغادرين/ والعابرين/ والوافدين من شأنها أن تعزز إمكانية تقديم الدعم لها.
تحديد الاحتياجات التي لم تتم تلبيتها والمراقبة وتقييم مدى تلبية الدعم للاحتياجات. وتكون هذه المهمة بالغة الصعوبة حين ينتقل المهاجرون بسرعة من مكان إلى آخر بعد الاستفادة من الخدمة المقدمة وإذا لم يدرك المهاجرون فوائد الخدمة إلا في المرحلة التالية من الرحلة.
إقامة صلات مع مجموعات فرعية من المهاجرين وتشجيعهم على عرض ملاحظاتهم او تعليقاتهم على طول المسار يمكن أن تُستخدم للحصول على الملاحظات والتعليقات.
في إحدى مراحل المسار، جمع الملاحظات والتعليقات من المهاجرين المتعلقة بالدعم المتلقي في مرحلة سابقة، يمكن أن يشكل نهجاً للتعاون عبر الحدود وطريقة لتحسين الخدمات المقدمة إلى المهاجرين.
تقديم الخدمة إلى المهاجرين غير النظاميين في أوضاع سياسية معقدة
نجحت بعض الجمعيات الوطنية في استنادها إلى المهمة الإنسانية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
العمل بتكتم وبدون إثارة دعاية كبيرة يمكن أن يدفع الحكومة، في بعض الحالات، إلى غض النظر عن الدعم المقدم.
تشكيل قيمة فعلية للحكومة من خلال تقديم بيانات على سبيل المثال، دون ذكر الأسماء، عن عدد المهاجرين غير النظاميين في مناطق معينة، الأمر الذي يمكن أن يجعل الحكومة تقبل بتقديم هذا الدعم.
بالنسبة إلى إحدى المنظمات، تقديم جميع الخدمات التي يحتاجها المهاجرون في مرحلة معينة.
العمل بالتعاون الوثيق مع الشركاء، حتى في المكان الواحد، هو طريقة فعالة للاستفادة إلى أقصى حد من مهارات كل شريك من مختلف الشركاء وضمان خدمات عالية الجودة للمهاجرين.
تجنب إثارة الشعور لدى الفئات المضيفة المستضعفة بأن الجمعيات الوطنية تساعد المهاجرين أكثر من السكان المستضيفين. فيمكن أن يؤدي ذلك إلى إثارة العداء تجاه المهاجرين.
إدراج أكثر فئات المجتمع المضيف ضعفاً في الاستجابة من خلال استخدام معيار واضح لحالة الضعف يشمل المهاجرين والمجتمع المضيف على حد سواء، من شأنه التخفيف من أسباب التوتر.
معالجة القضايا الحساسة مثل العنف الجنسي أو الانتهاكات الجنسية مع المهاجرين.
ينبغي أن تكون الخطوة الأولى السابقة لمعالجة القضايا الحساسة هي العمل بشكل منتظم مع المهاجرين وقادة مجموعاتهم، وكسب ثقتهم. ويمكن أن يشكل إشراك المهاجرين بشكل مباشر في معالجة بعض القضايا الحساسة لدى نظرائهم، طريقة لمناقشة القضايا الحساسة أقل إثارة للتخوفات.
جذب ذوي الكفاءات من بين الموظفين والمتطوعين وتطوير مواهبهم والاحتفاظ بهم.
يمكن أن يشكل تجنيد المتطوعين من خلال استراتيجية واسعة النطاق تشمل المهاجرين والطلاب والمجتمع المحلي المضيف طريقة لجذب كفاءات جديدة. كما أن عقد اتفاقات مع الكليات والجامعات والقطاع الخاص حيث يصبح التطوع جزءاً من شروط السيرة الذاتية أو من الأنشطة الجانبية، يمكن أن يعزز الاهتمام بالتطوع ويؤدي إلى تنوع أكبر في صفوف المتطوعين.
يمكن أن يؤدي تزايد طلب الدعم بسبب ارتفاع أعداد المهاجرين إلى إرهاق الموظفين، واستنزاف صيانة الخدمات الخ.. فمن الصعب الاضطرار باستمرار إلى بناء قدرات الموظفين، وتحديث المعدات الخ…
من الأهمية بمكان امتلاك مبادرات عمل موحدة، وتدريب الموظفين، ووضع خطة للطوارئ، والتنسيق بشكل جيد بين مختلف الإدارات الداخلية، والتعاون بشكل جيد مع الشركاء الخارجيين.
تحرص بعض الجمعيات الوطنية على عدم المشاركة علناً في حملات المناصرة لأن من الممكن أن يُنظر إليها بأنها في صراع مفتوح مع الحكومة.
أدنى دعم يقدمه الاتحاد الدولي أو جمعية وطنية شقيقة يمكن أن يساعد أحياناً الجمعية الوطنية المعنية في إيجاد سبل بناءة للمناصرة.
بالرغم من المواقف السياسية الحازمة، تقدر بعض الحكومات نهج المناصرة القائم على الدلائل وترى فيه وسيلة لبقائها مطلعة على آخر التطورات.
يبقى نهج التعاون مع الأوساط المعنية ومع الدوائر الحكومية الرئيسية عنصراً أساسياً في التغيير.
يمكن تسخير قوة العلامة المميزة للصليب الأحمر والهلال الأحمر من أجل الدفاع عن ضرورة التغيير.
استخدام دليل واضح لوجود المشكلة الإنسانية مع طرح حل محدد يشكل استراتيجية فعالة.
يجب دمج جمع الأدلة والمناصرة في وضع البرامج وتوظيف العاملين في جميع المستويات.
إشراك مقدمي الخدمات المستعدين لتكييف خدماتهم المخصصة لتلبية احتياجات مجموعات المهاجرين وتكييف هذه الخدمات وفقاً لاحتياجاتهم وتغير أوضاعهم.
يجب تكييف الخدمات وفقاً لظروف المهاجرين وديناميات المجموعات التي ينتمون إليها.
صعوبة ضمان تمويل مستدام للمبادرات المطروحة.
لم تحدد في الدراسة الدروس المستخلصة.
من الصعب، في بعض الظروف، توفير معلومات شاملة للمهاجرين بسبب احتمال أن يُنظر إلى الجمعية على أنها تشجع على الهجرة/ أو تثني عنها. ويبقى الخط الفاصل بين المعلومات التي يمكن تقديمها والمعلومات التي لا يمكن تقديمها خطاً رفيعاً. ويمكن أن يؤثر ذلك في ثقة المهاجرين بمقدمي الخدمات.
لم تحدد في الدراسة الدروس المستخلصة.
يتطلب التنفيذ الفعلي للمبادرات الفعالة وجود مجموعة من عوامل تسهيل التنفيذ
تحتاج الجمعيات الوطنية إلى مجموعة من عوامل تسهيل التنفيذ لمساعدتها على التنفيذ الفعلي للمبادرات الفعالة. وتتيح هذه العوامل للجمعيات الوطنية منح الأولوية للهجرة من بين أولويات أخرى مطروحة.
عوامل تسهيل التنفيذ ستتيح أولاً للجمعيات الوطنية أن تعلم بأن هناك احتياجات لم تجرِ تلبيتها وتجعلها ثانياً قادرة على معالجتها. وهذه العوامل هي “1”) عوامل بشرية و”2″) عوامل تقنية و”3″) وموارد مالية فضلاً عن “4”) سياق سياسي مؤات، و”5″) سياق اجتماعي/وثقافي مؤات.
وقد وضعت بعض الجمعيات الوطنية والشركاء عوامل تسهيل تنفيذ المبادرات الفعالة (أدوات وأنظمة وعمليات الخ..) من أجل تعزيز قدراتها. وتعرض هذه الدراسة 13 مثالاً عن عوامل تسهيل التنفيذ الفعالة:
- أربعة عوامل لتسهيل تنفيذ المبادرات الفعالة لامتلاك القدرات التقنية التي تتيح معرفة وجود الاحتياجات
- أربعة عوامل لتسهيل تنفيذ المبادرات الفعالة لتطوير القدرات البشرية من أجل تلبية الاحتياجات
- سبعة عوامل لتسهيل تنفيذ المبادرات الفعالة لتعزيز القدرات التقنية من أجل تلبية الاحتياجات
- عامل واحد لتسهيل تنفيذ المبادرات الفعالة لزيادة الموارد المالية اللازمة لتلبية الاحتياجات
علاوة على ذلك، يمكن للاتحاد الدولي تقديم المزيد من الدعم إلى الجمعيات الوطنية لإجراء تقييمات وطنية أو إقليمية لاحتياجات المهاجرين من خلال الدعم التقني و/أو المالي. ويستطيع ايضاً الاتحاد الدولي دعم الجمعيات الوطنية في ضمان وجود عوامل تسهيل التنفيذ لتلبية احتياجات المهاجرين. ومن بين الأمثلة المقدمة: تكييف الإرشادات والأدوات الموجودة لتكون مناسبة لقضايا الهجرة، وإنشاء صندوق ائتماني للهجرة، وتولي القيادة بشأن الهجرة بصوت عالمي قوي موحد على الصعيد العالمي. وثمة معلومات أخرى في الجزء بعنوان “عوامل النجاح”.